للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخبروهم بما رأيتم فقال لهم موسى: اكتموا هذا، فلم يكتم إلا رجلان يوشع وكالب عليهما السلام وهما المذكوران في قوله: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} الآية (١) [المائدة: ٢٣].

وقال مقاتل في "تفسيره": كان في أريحا ألف قرية، في كل قرية ألف بستان، فلما دخلها النقباء خرج إليهم عوج بن عناق، فاحتملهم ومتاعهم بيده حتى وضعهم بين يدي ملكهم واسمه مانوس بن سسورك فلما نظر إليهم أمر بقتلهم فقالت امرأته: أنعم على هؤلاء المساكين ودعهم فليرجعوا وليأخذوا طريقا غير الذي جاءوا فيه فأرسلهم لها فأخذوا عنقودا من كرومهم فحملوه على عمود بين رجلين فعجزوا عن حمله وحملوا رُمانتين على بعض دوابهم، فعجزت الدابة عن حملهما فقدموا على موسى وذكروا حالهم وأن طول كل واحد منهم سبعة أذرع ونصف و (كانا) (٢) من بقايا قوم عاد يقال لهم: العماليق.

فائدة:

قوله: {فَاذْهَبْ} يحتمل أن يعبر به عن القصد والإرادة كما تقول كلمته فذهب يجيبني، أي: قصد إجابتي. والظاهر أنهم أردوا حقيقة الذهاب كفرًا واستهانة بدليل مقابلة ذهابهم بقعودهم.

وقوله: {أَنْتَ وَرَبُّكَ} المراد هارون كما قال الداودي وكان أكبر من موسى بسنة. وقال غيره -وهو الأظهر-: أراد الرب تعالى؛ ولهذا عوقبوا.


(١) "تفسير مجاهد" ١/ ١٨٨ - ١٨٩.
(٢) كذا بالأصل، وكتب فوقها: (كذا)، وبهامشه كتب: لعل صوابه (وكانوا).

<<  <  ج: ص:  >  >>