للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم اختلفوا في فناء الأرواح بموت الأبدان والأنفس على قولين (١): أحدهما: لا تموت ولا تبلى قال - عليه السلام -: "أرواح الشهداء في أجواف طير خضر في الجنة تأكل وتشرب" (٢)، وقال: "يعرج بروح المؤمن إلى السماء فتسجد".

وثانيهما: تموت ولا تبلى، وتبلى الأبدان.

واحتجوا بحديث الصور قالت جماعة: الأرواح على صور الخلق لها أيد وأرجل وسمع وبصر.

وقال بعضهم: الأرواح تعذب كالأجسام لأخبار فيه. قال تعالى {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧)} [المطففين: ٧] فيعذبان جميعًا كما ينعمان، لأخبار ثابتة فيه عن الصحابة والتابعين. وغلط من ادعى بعثها مجردة من غير بدن؛ لأنه ترابي، ثم قيل: ينشئ الله لها أجسامًا من الجنة، وما أبعده!!

وقيل: للمؤمن ثلاثة أرواح، وللكافر والمنافق واحد. وقيل: للأنبياء والصديقين خمسة أرواح، وكله بحكم. وقيل: الروح روحان: اللاهوتية والناسوتية. وقيل: روحانية خلقت من الملكوت، فإذا فنت رجعت إليه. وقيل: إنما تكون نورية روحانية ملكوتية إذا كانت صافية، وقيل: الروح لاهوتية، والنفس أرضية طينية نارية.

وشر الأقوال تناسخها وانتقالها من جسم إلى جسم، وقال مقاتل في


= حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة. وصححه أيضًا الشيخ أحمد شاكر في تحقيق "المسند" (٦٦٤٤)، والألباني في "الصحيحة" (١٠٧٦).
(١) انظر: "الروح" لابن القيم ص ٢٢٧.
(٢) رواه الترمذي (١٦٤١) من حديث كعب بن مالك، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>