للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حليلة خير الناس دينًا ومنصبًا … نبي الهدى والمكرمات الفواضل

عقيلة حي من لؤي بن غالب … كرام المساعي مجدها غير زائل

مهذبة قد طيب الله (خيمها) (١) … وطهرها من كل سوء وباطل

فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم … فلا رفعت سوطي إليَّ أناملي

وكيف وودي ما حييت ونصرتي … لآل رسول الله زين المحافل

فإن الذي قد قيل ليس بلائق … بك الدهر بل قيل امرئ متحامل

و (حصان رزان) بفتح أولهما أي: عفيفة كاملة العقل، ذات ثبات ووقار وسكون، و (تزن) أي: تتهم، و (غرثى): أي جائعة، أي لا تغتاب أحدا؛ لأنها لو اغتابتهم شبعت من لحومهم، و (الغوافل): العفائف عما يرمين به.

قال أبو العباس: يريد أن عائشة في غاية العفة والنزاهة والورع المانع لها أن تتكلم في عرض غافلة، وشبَّهها بالغرثى؛ لأن بعض الغوافل آذاها، فما تكلمت فيها، فكأنها كانت بحيث تنتصر ممن آذاها بأن تقابلها بما يؤذيها، لكن حجزها عن ذلك عقلها وورعها (٢).

وقوله: (لكن أنت)، وفي رواية: (لست كذلك)، تعني: لكن أنت لم تصبح غرثان من لحوم الغوافل، وهو دال على أنه خاض فيمن خاض، وقد ذكر أبو داود أنه حُدَّ (٣). زاد الطحاوي: ثمانين (٤)، وكذا حمنة ومسطح ليكفر الله عنهم بذلك إثم ما صدر منهم حتى لا يبقى عليهم تبعة في الآخرة.


(١) في هامش الأصل: في الأصل (جيبها).
(٢) "المفهم" ٦/ ٤٢١ - ٤٢٢.
(٣) أبو داود (٤٤٧٥).
(٤) "تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار" ٥/ ٢٩٢ (٣٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>