وأصح ما قيل فيها، ما قال القاضي عياض، وهو ما اختاره الحافظ ابن كثير في "تفسيره" والحافظ ابن حجر في "الفتح" وغيرهما. وقد كانت قصة زواج زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زينب رضي الله عنها، ثم طلاقه لها، وتزويج الله -عَزَّ وَجَلَّ- النبي - صلى الله عليه وسلم - منها، تغيير لمفاهيم وقيم اجتماعية موروثة في حياة الجماعة العربية في جاهليتها، فبزواج زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - من زينب، قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الفوارق الطبقية الموروثة، والعصبيات الجاهلية. وبعد طلاقه لها وزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان ذلك إبطالًا للعرف السائد من تحريم زوجات الأدعياء، بل كان فيه إبطال لعادة التبني في ذاتها. انظر: "تفسير ابن كثير" ١١/ ١٧٠ - ١٧٤، "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٥٢٤. (١) "الخصائص" ص ١٩٦. (٢) "إكمال المعلم" ٤/ ٦٠٢.