للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ("فأخذت بحقوي الرحمن") في نسخة: بحقو، والحقو: معقد الإزار وجمعه أحق وأحقاء، وسمي الإزار (حقوًا) (١) للمجاورة، ولما جعل الله الرحم شجنة، أي: قرابة، شبه بذلك مجازًا واتساعًا، استعار لها الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه، والنسيب نسيبه، والحقو فيه مجاز وتمثيل، ومنه قولهم: عذت بحقو فلان: إذا اعتصمت به أو استجرت.

فائدة:

صح أن صلة الرحم تنسأ في الأجل (٢)، والأصح أن الزيادة معنوية بالبركة في عمره، أو بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ ويجوز ذلك فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه، فإن وصلها زيد له أربعون، وقد علم الرب ما سيقع له من ذلك، وهو معنى قوله: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: ٣٩] وأبعد من قال: المراد: بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت.


(١) من هامش الأصل وفوقها: لعله سقط.
(٢) سلف برقم (٢٠٦٧) كتاب: البيوع، باب: من أحب البسط في الرزق، ورواه مسلم (٢٥٥٧) كتاب: البر والصلة، باب: صلة الرحم وتحريم قطيعتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>