للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكسرها وسكون الطاء، ومدلول (قط): حسب، وقيل: إن قط صوت جهنم، وقيل: مثل قوله: امتلأ الحوض [وقال:] (١) قطني. أي: مثل ليس يتكلم حقيقة، وهذا السؤال من الله فيه معنى التوبيخ لمن دخلها وإلا فهو عالم بذلك وجعل الله لها عقوبة، وقولها: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} تغيظًا على العصاة.

ثانيها:

هذا من الأحاديث المشكل ظاهرها وللعلماء فيها مسالك:

أحدها: أبعدها: إنكارها جملة وتكذيبها، وهذا إفراط وطعن في الثقات. وأقربها: قبولها وإمرارها على ما جاءت من غير خوض فيها هو مذهب السلف، ومنهم من روى بعضها وأنكر أن يتحدث ببعضها وهو مالك روى حديث النزول وأوله، وأنكر أن يتحدث باهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ كما سلف (٢)، ومنهم من تأولها تأويلًا يكاد أن يفضي فيه إلى القول بالتشبيه كقول ابن قتيبة في حديث الصور (٣) (٤): لله صورة لا كالصور (٥)، تعالى الله عن ذلك ومذهب الخلف التأويل،


(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) انظر: "المنتقى" ١/ ٣٥٧.
(٣) انظر: "تأويل مختلف الحديث" ص ٣١٧ - ٣٢٢.
(٤) قال أبو محمد ابن قتيبة بعد شرحه للحديث: والذي عندي -والله تعالى أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع، والعين، وإنما وقع الألف لتلك، لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذِه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد. اهـ. "تأويل مختلف الحديث" ص ٣٢٢.
(٥) هذِه الجملة من كتاب "مشكل الحديث وبيانه" لابن فورك ص ٦٧ في رده على ابن قتيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>