للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشدتها، فترتفع معه شدائد الامتحان، ويؤذن لأهل اليقين والإخلاص في السجود، ويكشف الغطاء عن أهل النفاق، فتعود ظهورهم طبقًا لا يستطيعون السجود، ويؤيده حديث أبي موسى "فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله" (١) وعن ابن مسعود "إذا كان يوم القيامة قام الناس لرب العالمين أربعين عامًا" فيه: "فعند ذلك يكشف عن ساق ويتجلى لهم .. " (٢) الحديث.

وقريب منه أن المراد بالساق: النفس. ومنه قول علي حين راجعه أصحابه في قتال الخوارج فقال: والله لأقاتلنهم ولو تلفت ساقي. يريد: نفسه (٣).

والمراد: التجلي وكشف الحجب حتى إذا رأوه سجدوا له، ومنهم من قال: المراد: يكشف لهم عن ساق بعض المخلوقين من الملائكة، فيجعل لهم شيئًا لبيان ما يشاء من حكمته في أهل الإيمان والنفاق.

وقرأها ابن عباس بضم الياء، ورد الحكيم الترمذي على ابن قتيبة حيث قال في "مشكله": المراد بقوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} أي: عن شدة الأمر (٤) بحديث ابن مسعود السالف. وأن هذا يوم سرور المؤمنين وقرة عيونهم إذا كشف لهم الغطاء عن معبودهم، وأما في غير هذِه الآية فالأمر كما قاله، وأما قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)}


(١) رواه الآجرى في الشريعة (٥٥٧) ص ٢٢١ - ٢٢٢ وأصله عند أحمد في "المسند" ٤/ ٤٠٧ - ٤٠٨ بنحوه.
(٢) رواه الدارقطني في "رؤية الله -عَزَّ وَجَلَّ- " (١٧٦) ص ١٣٨.
(٣) أورده البيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ١٨٧.
(٤) "تأويل مشكل القرآن" ص ١٣٧ بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>