للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القيامة وعظمه" (١)، وقد ساق البخاري أيضًا حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعًا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم" (٢) وروى الوايلي من حديث عبد الله بن عمر: تلا - عليه السلام - هذِه الآية وقال: "كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانه خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم .. " الحديث ثم قال: غريب جيد الإسناد (٣).

قال البيهقي: وهذا في الكفار، وأما المؤمن فيخفف عنه ذلك اليوم حتى يكون أهون عليه من الصلاة المكتوبة، رواه أبو سعيد، وأبو هريرة مرفوعًا.

وفي مسلم من حديث سُليم بن علية، عن المقداد مرفوعًا: "تُدْنَى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل" قال سُليم: فوالله، ما أدري ما يعني بالميل؛ مسافة الأرض، أو الميل الذي تُكْتَحَلُ به العين فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى عضديه، ومنهم من يلجمه العرو إلجامًا، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه (٤). زاد الترمذي بعد ذكر الميل: "فتصهرهم الشمس" (٥).


(١) انظر: "الدر المنثور" ٦/ ٥٣٧.
(٢) سيأتي برقم (٦٥٣٢) كتاب: الرقاق، باب: قول الله: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ}.
(٣) رواه أيضًا الطبراني، وأبو الشيخ، والحاكم ٤/ ٥٧٢، وابن مروديه، والبيهقي في "البعث" كما في "الدر" ٦/ ٥٣٧. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الهيثمي في "المجمع" ٧/ ١٣٥: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(٤) "صحيح مسلم" (٢٨٦٤) كتاب: الجنة، باب: في صفة يوم القيامة.
(٥) "جامع الترمذي" (٢٤٢١) من حديث المقداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>