(ص)(وَقَال ابن عَبَّاسٍ: {شَانِئَكَ}: مبغضك) أي: وعدوك هو الأذل الأقل المنقطع دابره.
ثم ساق البخاري ثلائة أحاديث في الكوثر:
أحدها:
حديث أَنَسٍ - عليه السلام -: لَمَّا عُرِجَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السَّمَاءِ قَالَ:"أَتَيْتُ على نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدر مجوفة فَقُلْتُ: مَا هذا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذا الكَوْثَرُ"
وأخرجه مسلم بنحوه وأبو داود والترمذي والنسائي ١).
ثانيها:
حديث إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مجوفة آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ. ورَوَاهُ زَكَرِيَّا وَأَبُو الأَحْوَصِ وَمُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
ثالثها:
حديث أبي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَال فِي الكَوْثَرِ: الذِي أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. قَال أَبُو بِشْرٍ -واسمه جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري-: قُلْتُ: لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: فَإِنَّ ناسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الجَنَّةِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الذِي فِي الجَنَّةِ مِنَ الخَيْرِ الذِي أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ.
وروى ابن أبي شيبة في كتابه "ثواب القرآن" عن وكيع، عن أبي جعفر، عن ابن أبي نجيح، عن أنس: الكوثر نهر في الجنة، وقيل:
(١) أبو داود (٤٧٤٨)، الترمذي (٣٣٥٩) النسائي في "الكبرى" ٦/ ٥٢٣ (١١٧٠٦).