للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشفاه الله (١)، ويقال: إنه سحره امرأتان من البحرين بحضرته بحائل بينهما وجعلا ينفثان ويعقدان فنزلت الفلق، وفي رواية: لبيد بن عامر بن مالك وأم عبد الله اليهودية، وفي رواية في "الصحيح" قالت عائشة: هلا استخرجته قال: "قد عافاني الله وكرهت أن أثور منه على الناس شرًّا" (٢). وفيه مخالفة لما سبق.

وفي رواية: فهلا أحرقته (٣). وظاهره دال على الذي سحر به، كما قاله ابن الجوزي، إلا أنا قد روينا من طريق آخر: قالوا يا رسول الله، أفلا نأخذ الخبيث فنقتله (٤)، وهو دال على أن الإشارة إلى اليهودي الساحر، والظاهر أن هذا للساحر وذاك للسحر، ويجوز أن يكون ذلك منها على وجه الاستفهام فيحتج به إذن على قتل الساحر، وجاء في رواية: أنه لما سحر احجتم على رأسه بقرن -وهو اسم موضع كما قال ابن السيرافي.

وقال المهلب: وقع فاستخرجه، ووقع في باب السحر قلت: يا رسول الله، أفلا استخرجته فأمر بها فدفنت. قال: وهو اختلاف من الرواة، ومداره على هشام بن عروة وأصحابه يختلفون في استخراجه، فأثبته سفيان في رواية من طريقين، ووافق سؤال عائشة على النشرة، ونفى الاستخراج عن عيسى بن يونس، ووافق سؤالها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الاستخراج، ولم يذكر أنه جاوب على الاستخراج بشيء، وحقق أبو أسامة - عليه السلام - إذ سألته عائشة رضي الله عنها


(١) "أسباب النزول" للواحدي ص ٥٠٢ - ٥٠٣.
(٢) سلف برقم (٣٢٦٨) كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده.
(٣) مسلم (٢١٨٩/ ٤٣) كتاب السلام، باب السحر.
(٤) "تفسير ابن كثير" ١٤/ ٥٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>