للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالت زوجته: إن تقتلوه فإنه كان يحيي الليل بجميع القرآن في ركعة (١).

وكذلك علي بن أبي طالب قد عرف حاله في فضله ومناقبه، وعرف سعة علمه، ومشاورة الصحابة له، وإقرارهم بفضله، وتربية النبي - صلى الله عليه وسلم - له، وأخذه له بفضائل الأخلاق، ورغبته - عليه السلام - في تخريجه وتعليمه، وما كان يرسخه له، ويثبته عليه من أمره، نحو قوله: "أقضاكم علي" (٢). ومن البعيد أن يقول هذا فيه وليس من قراء الأمة، وقد كان يقرئ القرآن، وعليه قرأ أبو عبد الرحمن السلمي وغيره. وروى همام، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء بن السائب: أن أبا عبدالرحمن السلمي حدثه قال: ما رأيت رجلا أقرأ للقرآن من عليِّ بن أبي طالب؛ صلى بنا الصبح فقرأ سورة الأنبياء، فأسقط آية، فقرأ ثم رجع إلى الآية التي أسقطها فقرأها، ثم رجع إلى مكانه الذي انتهى إليه لا يتتعتع (٣).

فإذا صح ما قلناه مع ما ثبت من تقدمهم وتقدمة الرسول لهم وجب أن يكونوا حفاظًا للقرآن، وأن يكون ذلك أولى من الأخبار التي ذكر فيها أن الحفاظ كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة ليس فيهم أحد من هؤلاء الأئمة القادة، الذين هم عمدة الدين وفقهاء المسلمين.

فصل:

قوله في حديث ابن مسعود: (فوجد منه ريح الخمر، فضربه الحد) هو حجة لمالك وأصحابه وجماعة من أهل الحجاز أن الحد عندهم


(١) رواه الطبراني ١/ ٨٧ (١٣٠) عن محمد بن سيرين، قال الهيثمي ٩/ ٩٤: إسناده حسن.
(٢) سلف نحوه برقم (٤٤٨١) من حديث عمر قال: "أقضانا علي" وبلفظ المصنف ذكره العجلوني في "الكشف" (٤٨٩) مبينًا رواياته وألفاظه المتعددة، فلينظر.
(٣) "تقييد المهمل" ٢/ ٧٠٨ وتمام كلامه: عن أبيه، فقلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>