للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما جعل لبعض، تحريضًا منه على تعلمه وكثرة قراءته (١).

قال أبو عمر: من لم يجب في هذا أخلص عمن أجاب فيه (٢). وقال القرطبي: هذِه السورة اشتملت على اسمين من أسمائه يتضمنان جميع أوصاف كماله لم توجد في غيرها من جميع السور، وهما الأحد والصمد، فإنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، فإن الأحد في أسمائه مشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، وأما الصمد فهو المتضمن لجميع أوصاف الكمال؛ لأنه الذي انتهى سؤدده، ولا يصح ذلك مجتمعًا إلا لمن حاز جميع خصال الكمال حقيقة، وذلك لا يكتمل إلا لله؛ فقد ظهر لهذين الاسمين وشمول الدلالة على الله وصفاته ما ليس لغيرهما من الأسماء، وظهرت خصوصية هذِه السورة بأنها ثلث القرآن العظيم (٣).

وقال الأصيلي: تعدل لقارئها أي: ثوابها يعدل ثلث القرآن ليس فيه: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١)} فأما أن نفضل كلام ربنا بعضه على بعض فلا؛ لأنه كله صفة له ولا تفاضل؛ لأن المفضول ناقص، وهذا ماشٍ على أحد المذهبين أنه لا تفضيل فيه. ونقله المهلب عن الأشعري وأبي بكر بن الطيب والداودي وجماعة علماء السنة.

فائدة:

روى مسلم بن إبراهيم عن الحسن بن أبي جعفر، ثنا ثابت، عن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١)} هو مائتي


(١) حدث بذلك عنه إسحاق بن منصور الكوسج في "مسائله" ٢/ ٥١٦ - ٥١٧ (٣٢٣٥).
(٢) "التمهيد" ١٩/ ٢٣٢.
(٣) انتهى من "المفهم" ٢/ ٤٤١ - ٤٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>