للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عاب ذلك عليه الطَرْقِيُّ، وفرق بينهما في كتابه، وكذا فعله خلف الواسطي. وسيأتي حديث عائشة رضي الله عنها في الطب، في الرُّقى بالمعوذات (١).

ودل فعله - عليه السلام - في رقية نفسه عند شكواه وعند نومه يتعوذ بهما- على عظيم البركة في الرقي بهما والتعوذ بالله من كل ما يخشى في النوم، وقد روى عبد الرزاق، عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عقبة بن عامر مرفوعًا: "أنزل علي آيات لم أسمع بمثلهن: المعوذتين" (٢) وقال عقبة في حديثه مرة أخرى: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} تعوذ بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن قط" (٣) وسيأتي في كتاب: المرضى في باب: النفث في الرقية، من كره النفث من العلماء في الرقية ومن أجازه (٤).

وقوله: (أوى) يقال: أويت إلى منزلي بقصر الألف، وأويت غيري وآويته. وأنكر بعضهم المقصور في المتعدي، وأبى ذلك الأزهري وقال: هي لغة فصيحة (٥).

وقوله: (ثم نفث فيهما) قال أبو عبيد: النفث أقل من التفل (٦). وقد سلف ذكره. وقيل في غير هذا أنه ينفث -بعد أن يقرأ- بريق قراءته.


(١) سيأتي برقم (٥٧٣٥).
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العزيز" ٢/ ٢٣٦ (٣٧٥٩)، والحديث صح عند مسلم (٨١٤/ ٢٦٥)!
(٣) رواه النسائي ٨/ ٢٥٤، وانظر ما رواه مسلم (٨١٤/ ٢٦٤).
(٤) انظر شرح الأحاديث الآتية: برقم (٥٧٤٧ - ٥٧٤٩) في الباب المذكور، من كتاب: الطب.
(٥) "تهذيب اللغة" ١/ ٢٣٦.
(٦) "غريب الحديث" ١/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>