للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن. وفهم البخاري تلازمهما كما نبه عليه ابن المنير (١). وفهم من الظلة أنها السكينة؛ فلذلك ساقها في الترجمة.

وسبقه ابن بطال فإنه قال: في هذا الحديث أن أسيد بن الحضير رأى مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "تلك الملائكة تنزلت للقرآن" فمرة أخبر عن نزول السكينة، ومرة أخبر عن نزول الملائكة، فدل على أن السكينة كانت في تلك الظلة، وأنها تتنزل أبدًا مع الملائكة (٢)، وهو طبق ترجمة البخاري.

فصل:

في الحديث أن الملائكة تحب أن تسمع القرآن من بني آدم لاسيما قراءة المحسنين منهم، وكان أسيد بن حضير حسن الصوت به. ودل قوله لأسيد: "لو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم". على حرص الملائكة على سماع كتاب الله من بني آدم، وقد جاء في الحديث أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يضيء لأهل السماء كما يضيء النجم لأهل الأرض وتحضره الملائكة (٣). وهذا كله ترغيب في حفظ القرآن وقيام الليل به، وتحسين قراءته.

وفيه؛ جواز رؤية بني آدم الملائكة إذا تصوروا في صور يمكن للآدميين رؤيتها كما جرى يوم بدر وغيره، وكان جبريل يظهر في


(١) "المتواري" ص ٣٨٨.
(٢) "شرح ابن بطال" ١٠/ ٢٥٤.
(٣) رواه البيهقي في "الشعب" ٢/ ٣٤١ (١٩٨٢)، والحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٨/ ٢٩ من طريق قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة، مرفوعًا به. قال الذهبي: حديث نظيف الإسناد، حسن المتن، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٣١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>