للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووجه ذكره لهما هنا لمَّا كان ما جمع طيب الرائحة والطعم أفضل المأكولات. وشبه الشارع المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجة التي جمعت طيب الرائحة وطيب الطعم، دل ذلك أن القرآن أفضل الكلام، ودل هذا الحديث على مثل القرآن وحامله والعامل به، والتارك له، وكذا حديث ابن عمر لمَّا كان المسلمون أكثر أجرًا من الفريقين دل ذلك على فضله على التوراة والإنجيل؛ لأن المسلمين إنما استحقوا هذِه الفضيلة بالقرآن الذي فضلهم الله به، وجعل فيه الحسنة عشر أمثالها والسيئة واحدة، وتفضل عليهم بأن أعطاهم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات كما قال ابن مسعود (١)، وأسنده مرفوعًا أيضًا (٢)، وقد وردت آثار كثيرة في فضائل القرآن والترغيب في قراءته.

روى سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" (٣).

وقالت عائشة رضي الله عنها: جعلت درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلثه كان على الثلث منها، ومن قرأ نصفه كان على النصف منها، ومن قرأ كله كان في (علية) (٤) لم يكن فوقه إلا نبي


(١) رواه الدارمي ٤/ ٢٠٨٤ (٣٣٥١).
(٢) رواه الترمذي (٢٩١٠): "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشرة أمثاله، لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألفٌ حرف ولام حرف، وميم حرف". وصححه الألباني في "الصحيحة" (٣٣٢٧)، وانظر: (٦٦٠).
(٣) رواه أبو داود (١٤٦٤)، والترمذي (٢٩١٤). وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (١٣١٧)، وفي "الصحيحة" (٢٢٤٠).
(٤) كذا بالأصل، وفي "تاريخ دمشق": أعلى عليين.

<<  <  ج: ص:  >  >>