للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا فتعلق الذم ترك ما أمر به من استذكار القرآن وتعاهده، والنسيان ترك ذلك فتعلق الذم عليه، ولا يقال: حفظ جميع القرآن ليس واجبًا على الأعيان، فكيف يذم من تغافل عن حفظه؛ لأنا نقول من جمعه فقد علت رتبته وشرف في نفسه، وكيف لا، ومن حفظه فقد أدرجت النبوة بين جنبيه كما سلف، وصار ممن يقال فيه هو من أهل الله وخاصته فإذا كان كذلك فمن المناسب تغليظ العقوبة على من أخل بمرتبته الدينية ومؤاخذته ما لا يؤاخذ به غيره، وترك معاهدة القرآن تؤدي إلى الرجوع إلى الجهالة. ويدل على صحة ذلك قوله في آخر الحديث: "بل نُسِّي" وهذِه اللفظة رويناها مشددة مبنية لما لم يسم فاعله (١).

قال القرطبي: وقد سمعتها من بعض من لقيته بالتخفيف وبه ضُبط عن أبي بحر والتشديد لغيره، ولكل وجه صحيح، بالتشديد معناه أنه عوقب بتكثير النسيان عليه لما تمادى في التفريط، والتخفيف معناه تركه غير ملتفت إليه ولا معتن به، كما قال تعالى: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: ٦٧] أي تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة (٢).


= والحديث أعله الدارقطني في "العلل المتناهية" (١٥٨). وقال الحافظ في "الفتح" ٩/ ٨٦: في إسناده ضعف، وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (٧١).
(١) انتهى من "المفهم" ٢/ ٤١٨ - ٤١٩ بتصرف.
(٢) "المفهم" ٢/ ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>