للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تباعدوا وتباغضوا، وفي "الصحيح" أيضًا في صفته أنه ضرب من الرجال أي: جسمه ليس بالضخم ولا بالضئيل (١).

والجعد المراد به جعودة الجسم لا الشعر، وقد قيل في قوله تعالى: {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: ٢٣] أي: لقاء موسى ليلة الإسراء، قاله قتاده (٢)، والهاء عَلَى هذا عائدة عَلَى موسى. وقال الحسن: المعنى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [السجدة: ٢٣] فأوذي وكذب {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ} إنك ستلقى مثل ما لقيه من ذَلِكَ (٣).

وفي الصحيحين: "يرَحِم اللهُ أخي مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هذا فَصَبَر" (٤)، والآيات التسع المذكورة في القرآن هي العصا واليد البيضاء، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطمسة، وفلق البحر، يجمعها:

عَصا يدٍ وجراد قُمَّل ودَم … طُوفان ضفدع جدبُ نَقْص تثمير

قَالَ الثعلبي (٥): وكان عمر موسى -عليه السلام- حين توفي مائة وعشرين


(١) سيأتي برقم (٣٣٩٤) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}.
(٢) انظر "تفسير الطبري" ١٥/ ٢٤٩. "زاد المسير" ٦/ ٣٤٣.
(٣) انظر "زاد المسير" ٦/ ٣٤٣.
(٤) سيأتي برقم (٣١٥٠) كتاب: فرض الخمس، باب: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، ورواه مسلم برقم (١٠٦٢) كتاب: الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام.
(٥) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، أبو إسحاق مفسر، مقرئ، واعظ، أديب، حدث عنه أبو الحسن الواحدي وجماعة، كان صادقا موثقا، بصيرا بالعربية. من تصانيفه: "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"، "العرائس في قصص الأنبياء" وفيه كثير من الإسرائيليات والأخبار الواهيات والغرائب. قال ابن كثير: وكان كثير الحديث، واسع السماع، ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب شيء كثير.
انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٤٣٦، "البداية والنهاية" ٦/ ٤٨٥.