للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما حديث محمود بن الربيع: فالكلام عليه من وجوهٍ:

أحدها:

هذا الحديث من أفراده (١)، أخرجه هنا، وفي الوضوء والدعوات (٢).

ثانيها: في التعريف برواته غير من سلف:

أما محمود (ع) فهو ابن الربيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري


(١) هكذا قال المصنف رحمه الله، وكأنه تبع في ذلك الحميدي حيث جعله في "الجمع بين الصحيحين" ٣/ ٤٧٨ من أفراد البخاري، وكذا المزي في "الأطراف" (١١٢٣٥) حيث أوهم أن البخاري انفرد بالتخريج لمحمود بن الربيع، ولم ينبه على أن مسلمًا أخرجه، وأيضًا ابن كثير فلما ذكر سند محمود بن الربيع في "جامع المسانيد" ٥/ ٤٢٨ (٩٢٧٩) وساق الحديث لم يعزه أيضًا لمسلم، وفي "الأطراف بأوهام الأطراف" للعراقي لم أجده كذلك، وقد نحا هذا النحو غير واحد إلا أن الحافظ ابن حجر تَنَبَّه لذلك -ومن قبله ابن القيسراني في "الجمع بين رجال الصحيحين" (١٩٦٣) - وبَيَّن أنه وهم فقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (٣٣/ ٢٦٥) بعد حديث (٦٥٧) فقال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن محمود بن الربيع قال: إني لأعقل مجة مجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من دلو في دارنا. قال محمود: فحدثني عتبان بن مالك قال: قلت: يا رسول الله إن بصري قد ساء .. وساق قصة أخرى. ينظر كلام الحافظ في "النكت الظراف" ٨/ ٣٦٣ (١١٢٣٥)، و"الفتح" ١١/ ١٥١ - ١٥٢.
فائدة: قال الحافظ -مبينًا سبب ذلك الوهم-: قد أورد مسلم حديث عتبان بن مالك من طرق عن الزهري منها للأوزاعي عنه قصة محمود في المجة، ولم يتنبه لذلك الحميدي في جمعه فترجم لمحمود بن الربيع في الصحابة الذين انفرد البخاري بتخريج حديثهم، وساق له حديث المجة المذكورة، وكأنه لما رأى البخاري أفراده ولم يفرده مسلم ظن أنه حديث مستقل. اهـ "الفتح" ١١/ ١٥٢.
(٢) سيأتي برقم (١٨٩)، باب: استعمال فضل وضوء الناس. و (٦٣٥٤) باب: الدعاء للصبيان بالبركة.