للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أختها تحته، كما قال ابن التين، أو كان ذلك قبل الحجاب، كما فعل بأم صبية الجهنية (١).

وقولها: (فَاسْتَحَيْتُ). هو بياء واحدة، وهي أحد اللغات، يقال: استحى، واستحيى. وفي رواية: (استحييت) بيائين على الأصل؛ لأن أصله حيي، بيائين.

فصل:

وقوله: ("لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ") يقرأ برفع (الراء) (٢) ونصبها، فمن نصبه جعله نعتًا لـ (شيء) على إعرابه؛ لأن شيئًا منصوب، ومن رفع نعت موضع (شيء) قبل دخول (لا) عليه؛ كقوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: ٥٩] قرئ بخفض: {وغيره} مهو ورفعه، فالرفع على الموضع، والخفض على اللفظ (٣). ويجوز أيضًا رفع (شيء) مثل: {لَا لَغْوٌ فِيهَا} [الطور: ٢٣] {لَا بَيْعٌ فِيهِ} [البقرة: ٢٥٤].


(١) اسمها خولة بنت قيس، جدة خارجة بن الحارث.
انظر ترجمتها في: "معرفة الصحابة" ١/ ٣٣٠٦ (٣٨٤٤)، و"الاستيعاب" ٤/ ٤٩٧ (٣٦٠٥).
والحديث المشار إليه رواه أبو داود (٧٨)، وابن ماجه (٣٨٢) قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء من إناء واحد.
وهو حديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود" (٧١).
(٢) في الأصول: الياء، والمثبت هو الصواب.
(٣) قال ابن مجاهد في كتابه "السبعة في القراءات" ص ٢٨٤: اختلفوا في الرفع والخفض من قوله: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
فقرأ الكسائي وحده: (ما لكم من إله غيرِهِ) خفضًا. وقرأ الباقون: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} رفعًا في كل القرآن.
وانظر: "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٣٩ - ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>