للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البيهقي: وهذا يدل علي أنه يطعم من الوسق ستين مسكينًا. ثم يأكل هو وعياله بقية الوسق، وهذا يشبه أن يكون محفوظًا، فقد روى بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار هذا الخبر وقال فيه: فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر فأعطاه إياه، وهو قريب من خمسة عشر صاعًا، قال: "فتصدق بهذا" فقال: يا رسول الله: أعلى أفقر مني ومن أهلي؟ فقال: "كله أنت وأهلك" وهذا أولى لموافقة رواية (سلمة) (١) وابن ثوبان.

قال: وروينا عن الأوزاعي -يعني: المذكور عند البخاري- حدثني الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة المجامع في رمضان قال: "أطعم ستين مسكينًا" قال: ما أجد، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر؛ خمسة عشر صاعًا قال: "خذه وتصدق به" (٢) وفي رواية الإسماعيلي: فقال: يا رسول الله، أعلى غير أهلي؟ فوالذي نفسي بيده ما بين طنبي المدينة أحد أحوج مني. فضحك وقال: "خذه واستغفر ربك".

فصل:

ولما ذكر ابن عبد الحق (٣) فيما رده على ابن حزم في "محلاه" الحديث السالف الذي صححه ابن حزم قال: أورده حجة له، ولم


(١) كذا في الأصول والصحيح: أبو سلمة.
(٢) "السنن الكبرى" ٧/ ٣٩١، ٣٩٣.
(٣) هو العلامة قاضي تلمسان أبو عبد الله، محمد بن عبد الحق بن سليمان الكوفي البربري المالكي، كان إمامًا معظمًا، كثير التصانيف من ذلك: "غريب الموطأ" وكتاب "المختار في الجمع بين المنتقى والاستذكار" مات في سنة خمس وعشرين وستمائة.
انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٢٦١، و"غاية النهاية" ٢/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>