للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الأصمعي: حساء من دقيق أو نخالة، ويجعل فيه عسل -قاله ابن قتيبة- ولا أراها سميت تلبينة إلا لشبهها باللبن؛ لبياضها ورقتها (١).

وهذا سلف. وعند الهروي: وسمتها عائشة أيضًا المشنئة، وهي البغيضة (٢)، ويقال لها بالفارسية: اليوساب.

وقال عبد اللطيف البغدادي: هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن، وهو النافع للمرضى على الحقيقة، وهو الرقيق النضج لا الغليظ النيء.

وقال الداودي: يوجد العجين غير خمير يخرج ماؤه ويجعل حسوًا؛ لأنها لباب لا يخالطه شيء، فلذلك كثر نفعها على قلتها.

فصل:

فيه أن الجوع (يزيد) (٣) الحزن، فإن ذهابه يذهب ببعضه، وقد سلف أن معنى: مَجَمَّة: مريحة، وتقويه أيضًا وتنشطه، وذلك لأنه غذاء فيه لطف سهل تناوله على المريض، فإذا استعمله اندفع عنه (حرارة) (٤) الجوعة وحصلت له القوة العفافيه من غير مشقة.

فصل:

وقولها: (البغيض): فيه إشارة إلى أن المريض يبغضه كما يبغض الأدوية، وذكره ابن قرقول في باب الباء الموحدة مع الغين وقال: كذا لهم. وعند المروذي: النغيض بالنون. ولا معنى له.


(١) انظر: "لسان العرب" ٧/ ٣٩٩١، مادة (لبن).
(٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٤/ ٢٢٩، مادة (لبن).
(٣) في الأصل: يذهب، والمثبت من "عمدة القاري" وهو الصواب.
(٤) في الأصل: الحرارة، ولعل ما أثبتناه مناسب للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>