للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الجاهلية بأفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحين امتنع زيد فهو - عليه السلام - الذي كان (حباه) (١) الله لوحيه واختاره أن يكون خاتم النبيين أولى من الامتناع منها في الجاهلية أيضًا.

فصل:

(النصب) بضم الصاد وقرأه طلحة بإسكانها، قال مجاهد: هي حجارة كانت (حول مكة) (٢) يذبحون عليها وربما استبدلوا منها (٣).

والنصب قيل: هو واحد كعنق، وقيل: هو جمع نصاب كحمر وحمار، وأنصاب الحرم: أعلامه، جمع نصب، وقد يجمع أيضًا: نصبًا، كما قال تعالى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: ٣] وكانت هذِه النصب ثلاثمائة وستين حجرًا مجموعة عند الكعبة، كانوا يذبحون عندها لآلهتهم، ولم تكن أصنامًا وذلك أن الأصنام كانت تماثيل وصورًا مصورة، وأما النصب فكانت حجارة مجموعة. وقال ابن زيد: ما ذبح على النصب وما أهل لغير الله به واحد.

ومعنى (أهل لغير الله به): ذكر عليه غير اسم الله من أسماء الأوثان (التي) (٤) كانوا يعبدونها، وكذا المسيح وكل اسم سوى الله، فالمعنى ما ذبح للآلهة وللأوثان فسمي عليه غير اسم الله.

واختلف الفقهاء في ذلك، فكره عمر وابنه وعلي، وعائشة ما أهل به لغير الله، وعن النخعي والحسن مثله، وهو قول الثوري.


(١) ورد بهامش الأصل: لعله اختاره.
(٢) في "تفسير مجاهد": (حول الكعبة).
(٣) "تفسير مجاهد" ١/ ١٨٥.
(٤) في الأصول: (الذي) والمثبت هو الموافق للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>