للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه ابن حبان الكلبي فقال عن ثابت أو أبي ظلال على الشك قال: أتينا أنسًا، ومعنا أبو ظلال، وكذلك رواه محمد بن عبد الملك، عن عفيرة بنت واقد البصرية، عن حمنة بنت ثابت، عن أبيها (١).

ولفظ أبي ظلال عند البغوي الكبير: أن جبريل جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده ابن أم مكتوم فقال: قال ربك -جل وعز-: "إذا أخذت كريمتي عبدي لم أجد له بها أجرًا إلاَّ الجنة"، وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي عنه مرفوعاً: "يقول الله تعالى: من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب" الحديث، ثم قال: حسن صحيح (٢).

ومن حديث زيد بن أرقم قال: رمدت فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما برأت قال لي: "يا زيدُ أرأيت لو أن عينيك كانتا لما بهما" قال: قلت: كنت أصبر وأحتسب. قال: "إذًا لقيت الله ولا ذنب لك" (٣).

أخرجه حميد بن زنجويه، عن النضر بن شميل، أنا يونس، عن أبي إسحاق، عنه، وهو إسناد جيد، وحينئذٍ فلا ينبغي لابن الجوزي أن يذكره في "علله".

وهذا الحديث حجة أيضًا في أن الصبر على النبلاء ثوابه الجنَّة، ونعمة الصبر على العبد وإن كانت من أجلِّ نعم الله في الدنيا فعوض الله له الجنَّة عليها أعظم من نعيمها في الدنيا لنفاذ مدة الالتذاذ بالبصر في الدنيا، وبقاء مدة الالتذاذ به في الجنَّة، فمن ابتلي من المؤمنين


(١) ذكر هذه المتابعات المزي في "التحفة" ١/ ٤٢٢ (١٦٤٣)، مع اختلاف في بعض أسماء الرواة.
(٢) رواه الترمذي (٢٤٠١).
(٣) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٥٣٢)، والطبراني ٥/ ١٩٠ (٥٠٥٢) كلاهما من طريق سالم بن قتيبة، عن يونس، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>