للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

قوله في حديث عائشة - رضي الله عنه -: ("أو يتمنى المتمنون").

قال ابن التين: ضبط في غير كتاب بفتح النون، وإنما هو بضمها أصله: المتمنيون على زنة المتطهرون.

فاستثقلت الضمة على التاء، فاجتمع ساكنان والواو فحذفت التاء، لذلك وضمت النون لأجل الواو؛ إذ لا يصح واو قبلها كسرة.

وقال النووي: قوله - عليه السلام - لعائشة: "إني أخاف أن يتمنى متمن أو يقول قائل: أنا أولى".

وفي نسخة "أنا ولا ويأبى الله والمؤمنون إلاَّ أبا بكر" كذا في بعض النسخ المعتمدة أنا ولا، بتخفيف أنا ولا، أي يقول: أنا أحق، وليس كما يقول: "يأبى الله والمؤمنون إلاَّ أبا بكر".

وفي بعضها: أنا أولى، أي: أنا أحق بالخلافة، قال عياض: هذِه أجودها (١).

ورواه بعضهم: أنا ولي بتخفيف النون وكسر اللام، أي: أنا أحق والخلافة لي.

ورواه بعضهم: أنا ولاه، أي: أنا الذي ولَّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وبعضهم رواه: أنَّى ولاه، بتشديد النون أي: كيف ولاه. وفي الحديث دلالة ظاهرة على فضل الصديق وإخبار منه عمَّا يقع في المستقبل بعد وفاته، وأن المسلمين يأبون عقد الخلافة لغيره وفيه إشارة إلى أنه سيقع نزاع، وقد وقع ذلك.

وأمَّا طلبه لأخيها مع أبيه فالمراد أي يكتب الكتاب.


(١) "إكمال المعلم" ٧/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>