للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لزواره: قوموا عنِّي وبأمرهم بالخروج؛ لينفرد بالطاقة ويمرضه من يخف عليه مباشرته له من أهله وذوي رحمه، ولا يعد ذلك جفاء على الزائرين، بل الجفاء منهم هو طول الجلوس عنده إذا اشتدَّ مرضه، والصواب لهم: تخفيف القعود عنده وترك إحراجه بأذاه.

(وهلم) هنا قال ابن التين: إنها بمعنى: تعال. قال الخليل: أصلها (لم) من قولهم لمَّ الله شعثه أي: جمعه؛ لأنه أراد لم نفسك إلينا (أي: قرِّب) (١). و (ها) للتنبيه، وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعلا اسمًا واحداً يستوي فيه المذكر والمؤنث والجماعة في لغة أهل الحجاز، وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثثين: هلمَّا. وللجماعة: هلمُّوا. وللمؤنث: هلمي.

والأول أفصح؛ لقوله تعالى: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: ١٨]. قاله الجوهري (٢).

وقال ابن فارس: أصلها (هل أم) كلام من يريد (إتيان) (٣) الطعام، ثم كثرت حتى تكلم بها الداعي مثل قوله تعال وحئ كأنه يقولها من كان أسفل لمن فوق.

قال: ويحتمل أن يكون معناها: هل لك في الطعام ألم أي: اقصد واذنُ (٤).

وذكر صاحب "العين" ثم "البارع" هذِه المادة في باب الهاء واللام والميم (٥).


(١) من (غ).
(٢) انظر: "الصحاح" ٥/ ٢٠٦٠ مادة: [هلم].
(٣) من (غ).
(٤) "مجمل اللغة" ٢/ ٩٠٧.
(٥) "العين" ٤/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>