للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الضارب، ولكن (لما كان) (١) الضارب منهيًّا عن الضرب بغير حقه لخفة الوعيد الذي أوعده الله به واستحقه بجنايته وهو الضرب، وكذلك الناظر نهي عن نظره إلى شئ من الأشياء على غفلة، ونسيان ذكر الله، فكانت هذِه جنايته، فيجوز أن يحدث الله في المنظور علة (يؤاخذ) (٢) الناظر بجنايتها (٣).

قلت: وما فسر به العين بالقدر نظر.

فصل:

(الحمة) بضم الحاء المهملة ثم ميم مخففة ثم هاء؛ كذا ذكره ثعلب وقال: وهي سم العقرب. وقال الخطابي: هي كل شيء يلدغ أو يلسع (٤). وقال الفراء: هي السم. وقيل: شوكة العقرب.

قال صاحب "المطالع": وهو غلط، وأصله حمو أو حمي، والهاء عوض من الواو، ولامه ياء.

وقال ابن سيده: والحمة، قال بعضهم: هي الإبرة التي تضرب بها الحية والعقرب والزنبور أو تلدغ بها، والجمع: حماة وحمى (٥).

وقال الجاحظ: من سمّى إبرة العقرب حمة فقد أخطأ، وإنما الحمة سموم ذوات الشعر كالدبر، وذوات الأنياب والأسنان كالأفعى وسائر الحيات، وكسموم ذوات الإبر من العقارب، وأما البيش وما أشبهه من السموم فليس يقال له: حمة. وههنا أمور لها سموم، ولم نسمعهم يسمون جميع السموم الحمة، وقلنا مثل ما قالوا، وانتهينا إلى حيث انتهوا.


(١) ساقطة من الأصل.
(٢) في الأصل: يأخذ.
(٣) "بحر الفوائد" المسمى بـ "معاني الأخبار" ١/ ١٩٧ (١٢٨) بتصرف.
(٤) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١١٦.
(٥) "المحكم" ٣/ ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>