للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: المراد به بعض الأدواء والعاهات كالطاعون يقع ببلد فيهرب منه خوفا من العدوى خلاف الجذام فإنه تشتد رائحته وتؤذي.

وقال الداودي: يريد النهي عن الاعتداء، ولعل بعض من أجلب على إبله إبلا جربا أراد تضمين المحل، فاحتج عليه في إسقاط الضمان بأنه إنما أصابها ما قدر لها وما لم يكن ينجو منه؛ لأن العجماء جبار.

ويحتمل أن يكون قال ذلك على ظنه ثم تبين له خلاف ذلك.

فصل:

قوله: "ولا هامة". قال أبو عبيد: (يقول) (١): عظام الموتى تصير هامة فتطير، وكانوا يسمون ذلك الطائر: الصدى (٢).

وقال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بالهامة إذا وقفت على بيت أحدهم يقول: نعيت إلى نفسي أو أحد من أهل داري. وقاله مالك أيضًا.

وقال القزاز: هي طائر من طير الليل. وإنما نفى - صلى الله عليه وسلم - قولهم في الجاهلية: إذا قتل أحد ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة لا تزال تقول: اسقوني، حتى يؤخذ بثأره. وقاله الجوهري وابن فارس (٣).

قال أبو عبد الملك: قال أبو زيد: الهامة مشددة، وأهل اللغة على خلاف هذا، بل هو عندهم مخفف.


(١) في "غريب الحديث": فإن العرب كانت تقول.
(٢) "غريب الحديث" ١/ ٢٦.
(٣) "الصحاح" ٥/ ٢٠٦٣ (هيم)، "مجمل اللغة" ٢/ ٨٩٧ (هام).

<<  <  ج: ص:  >  >>