للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنهما مما يحدثه الله رزقا لعباده من غير أصل له ومن غير صنع منهم ولا علاج؛ إذ كانت جميع أقوات العباد لا سبيل إليها إلا بأصل عندهم وغرس، وليس كذلك الكمأة والمن (١).

وقد سلف أن الكمأة جمعٌ واحدُها: كمء، على غير قياس، وهو من النوادر؛ لأن الأكثر على أن حذف الهاء علامة للجمع، مثل: تمرة وتمر، وهذا بعكس ذلك ثبتت الهاء في جمعه وسقطت في مفرده، وهو البرقاس.

ولم يرد أنها من المن الذي أنزله الله على بني إسرائيل؛ فإن ذلك كان (شيئًا) (٢) يسقط كالترنجبين عليهم، وإنما أراد به (شيئًا) (٣) ينبت بنفسه من غير تكليف (حرث) (٤) ولا زرع، وإنما نالت الكمأة هذا؛ لأنها حلال لا شبهة في اكتسابها.

وقوله: ("وماؤها شفاء للعين")، يريد أنه يتربى به الكحل والتوتيا ونحوهما مما يكتحل به فينتفع بذلك، وليس بأن يكتحل به وحده، فذلك يؤدي العين ويقذيها.

وقيل: أراد العين التي هي النظرة للشيء يتعجب منه، ودليل ذلك قوله في رواية أخرى: "شفاء من العين".

وقيل: يريد من داء العين، فحذف المضاف، مثل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}.


(١) "شرح ابن بطال" ٩/ ٤١٣.
(٢) سقطت في الأصل ووقعت في (ص ٢): بشيء.
(٣) رسمت في الأصل: (شيء).
(٤) سقطت من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>