للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى معرفة معانيها، وليست على ظواهرها، وقد أسلفنا هذا أيضًا.

قال الخطابي: هذا الحديث مما يحسب كثير من الناس أنه مخالف لمذهب الطب، وذلك أن العسل مسهل (١).

(قلت) (٢): وقد أسلفنا الجواب عن ذلك واضحا.

قال الخطابي: وعندي أن من عرف شيئا من الطب ومعانيه عرف صواب هذا التدبير، وذلك أن استطلاق بطن هذا الرجل من هيضة حدثت له من الامتلاء وسوء (الهضم) (٣)، والأطباء كلهم يأمرون صاحب الهيضة بأن يترك الطبيعة وسومها لا يمسكها، وربما أمدته بقوة مسهلة حتى يستفرغ تلك الفضول.

فإذا فرغت تلك الأوعية من تلك الفضول أمسكت من ذاتها، وربما عولجت، بالأشياء القابضة والمقوية إذا خافوا سقوط القوى، فخرج (الأصل) (٤) في هذا على مذهب الطب مستقيما حتى أمر الشارع بأن تمد الطبيعة بالعسل؛ لتزداد استفراغا، حتى إذا فرغت تلك الفضول وتنقت منها و (فنيت) (٥) وأمسكت، وقد يكون ذلك أيضًا من ناحية التبرك تصديقا لقوله: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: ٦٩] وما يصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشخص بعينه من الدواء، فقد يكون ذلك بدعائه وبركته ولا يكون ذلك حكما عامًّا (٦).

وقال أبو عبد الملك: يجوز أن تكون شكوى أخيه من برد أو فضل بلغم، وتقدم ذكره فلا (عائد) (٧) من إعادته.


(١) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١١٠.
(٢) في الأصل: (قال).
(٣) في الأصل: الهم. وفي الحاشية: لعله أو البت: الهضم.
(٤) في "الأعلام": الأمر.
(٥) في "الإعلام": وقفت.
(٦) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١١٠ - ٢١١١.
(٧) في الأصل: عليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>