للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما استفز الموت كل مكذب … صبرت (ولم يصبر رباط ولا عمرو) (١)

قال الأصمعي: ولما وقع طاعون الجارف بالبصرة لم يدفن بها الموتى، فجاءت السباع على ريحها، وخلت سكة بني جرير، فلم يبق فيها إلا جارية، فسمعت صوت الذئب في سكتهم فأنشأت تقول:

ألا أيها الذئب المنادي سحرة … إلى أنبئك الذي قد بدا ليا

بدا لي أني قد نعيت وإنني … بقية قوم ورثوني البواكيا

وإني بلا شك سأتبع من مضى … ويتبعني من بعد ما كان باكيا

قال المدائني: ولما وقع الطاعون بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان خرج هاربا، فنزل قرية من قرى الصعيد يقال لها سكر، فقدم عليه حين نزلها رسول لعبد الملك، فقال له عبد العزيز: ما اسمك؟ قال: طالب بن مدرك. فقال: أوه ما أراني راجعا إلى الفسطاط. فمات في تلك القرية.

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} قال: كانوا أربعين ألفا خرجوا فرارا من الطاعون فماتوا، فدعا اللهَ نبيٌّ من الأنبياء أن يحييهم حتى يعبدوه، فأحياهم الله تعالى (٢). وهذا النبي حزقيل، فيما قاله ابن قتيبة في "معارفه" (٣).

فصل: في الفرار منه:

في "مسند أحمد" حديث جابر رفعه: "الفار من الطاعون كالفار من


(١) ساقط من الأصل.
(٢) من أول الفصل إلى هنا نقل من "التمهيد" ٦/ ٢١٣: ٢١٧ بتصرف.
(٣) "المعارف" ص ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>