للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا المعنى نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، وإذا لقيتموهم فاصبروا" (١).

فإن قلت: فشعبة روى عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص أن أبا موسى بعث بنيه إلى الأعراب من الطاعون.

وروى شعبة أيضًا عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى الأشعري أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون الذي وقع بالشام: إنه قد عرضت لي حاجة لا غناء بي عنك فيها، فإذا أتاك كتابي ليلا فلا تصبح حتى ترد إليَّ، وإن أتاك نهارا فلا تمس حتى ترد إلى، فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: عرفت حاجة أمير المؤمنين، أراد أن يستبقي من ليس بباق. ثم كتب إليه: إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين، فإني في (جند) (٢) المسلمين، ولن أرغب بنفسي عنهم. فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقيل له: توفي أبو عبيدة؟ قال: [لا] (٣). وكان قد كتب إليه عمر إن الأردن أرض غميقة، وأن الجابية أرض نزهة، فأظهر بالمسلمين إلى الجابية.

فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: هذا نسمع فيه لأمير المؤمنين ونطيعه. فأراد ليركب بالناس فوجد وخزة فطعن، وتوفي أبو عبيدة، وانكشف الطاعون (٤).


(١) سلف عند البخاري (٢٩٦٦) كتاب: الجهاد، باب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يقاتل.
(٢) في (ص ٢): حتف.
(٣) ليست بالأصل، ومثبتة من "شرح ابن بطال".
(٤) رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>