للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعله، هل ذلك من الكبر؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا ولكن الله جميل يحب الجمال" (١).

فإن قلتَ: فقد روى وكيع، عن أشعث السمان، عن أبي سلام (٢) الأعرج، عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: إن الرجل يعجبه شراك نعله، أن يكون أجود من شراك صاحبه، فيدخل في قوله: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ} الآية [القصص: ٨٣]؟ (٣).

قلتُ: أجاب الطبري (٤) أن من أحب ذلك ليتعظم به على من سواه من الناس ممن ليس له مثله، فاختال به واستكبر فهو داخل في عدد المستكبرين في الأرض بغير الحق، ولحقته صفة أهله؛ وإن أحب ذلك سرورًا بجودته وحسنه، غير مريد به الاختيال والتكبر، فإنه بعيد المعنى ممن عناه الله بقوله: {لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} بل هو ممن أخبر الله أنه يحب ذلك من فعله على ما ورد في حديث عبد الله بن عمر، وذكر النسائي من حديث أبي الأحوص، عن أبيه قال: كنت جالسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رث الثياب، فقال: "ألك مال؟ " قلت: يا رسول الله، من كل المال، فقال: "إذا آتاك الله مالاً فَلْيُرَ أثره عليك" (٥).


(١) رواه الطبراني في "الأوسط" ٥/ ٦٠ وقال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ١٣٣: فيه موسى بن عيسى الدمشقي، قال الذهبي: مجهول، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال في "مجمع البحرين" ٧/ ١٦٥: في الصحيح طرف منه.
(٢) تحرفت في المطبوع من "تفسير الطبري" إلى: أبي سلمان.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" ١٠/ ١١٥، كما عزاه السيوطي في "الدرر" إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم. "الدر المنثور" ٦/ ٤٤٤ ط. دار الفكر.
(٤) نقله عنه ابن بطال ٩/ ٧٩ - ٨٠.
(٥) النسائي ٨/ ١٨٠ - ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>