للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الداودي: هي الخضر؛ لأنها لباس أهل الجنة. قال: ولذلك يستحب في الكفن ولذلك سُجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها والبياض خير منها.

وفيه كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل: أحد أكفانه حبرة، والأول أكثر. وقال الهروي: وهي الموشية المخططة (١).

ومعنى (سجي ببرد حبرة) أي: مد عليه. يقال: سجيت الميت. إذا مددت عليه ثوبًا.

وقال ابن بطال: البرود هي برود اليمن التي تصنع من قطن وهي الحبرات يشتمل بها، وهي كانت أشرف الثياب عندهم.

ألا ترى أنه (- عليه السلام - سجي بها حين توفي ولوكان أفضل من البرود شيء لسجي به.

وفيه: جواز لباس) (٢) رفيع الثياب للصالحين وذلك داخل في معنى قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ} الآية.

وفي حديث أنس ما يجبل عليه الشارع من شريف الأخلاق وعظيم الصبر على جفاء الجهال والصفح عنهم والدفع بالتي هي أحسن، ألا ترى أنه ضحك حين جبذه الأعرابي ثم أمر له بعطاء ولم يؤاخذه.

وفي حديث سهل: كرم الشارع وإيثاره على نفسه، وإن كان في حال حاجة آخذًا بـ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية.

وفيه: أنه ينبغي التبرك بثياب الصالحين ويتوسل بها إلى الله تعالى في الحياة والممات (٣).


(١) "غريب الحديث" ١/ ٦٠.
(٢) من (ص ٢).
(٣) سبق الكلام عن هذِه المسألة بالتفصيل وبينا الحق فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>