للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن أبي الطفيل وأبي بردة الأسلمي مثله.

وكان أبو مجلز وعكرمة (وسعيد بن جبير) (١) وعطاء بن السائب لا يخضبون، واعتلوا بما روى أبو إسحاق عن أبي جحيفة قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عنفقته بيضاء (٢).

قال المحب الطبري: والصواب عندنا أن الآثار التي رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتغييره والنهي عنه صحاح، ولكن بعضها عام وبعضها خاص بقوله: "خالفوا اليهود وغيروا الشيب" المراد منه الخصوص أي: غيروا الشيب الذي هو نظير شيب أبي قحافة، وأما من كان أشمط فهو الذي أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يغيره، وقال: "من شاب شيبة .. " الحديث (٣)؛ لأنه لا يجوز أن يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول متضاد، ولا نسخ فتعين الجمع، فمن غيره من الصحابة محمول على الأول ومن لم يغيره فالثاني مع أن تغييره ندب لا فرض، ولا أرى بغير ذلك -وإن كان قليلاً- حرجًا بتغيره إذ كان النهي عن ذلك نهي كراهة لا تحريمًا؛ لإجماع سلف الأمة وخلفها على ذلك، وكذلك الأمر فيما أمر به على وجه الندب ولو لم يكن كذلك كان تاركو التغيير قد أنكروا على المغيرين، أو أنكر المغيرون على تاركي التغيير، وبنحو معناه قال (النووي) (٤).

فائدة:

يصبغ بضم الباء وفتحها حكاها في "المشارق" (٥).


(١) في (ص ٢): (وعطاء وسعيد بن المسيب).
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٥/ ١٨٧.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (ص ٢): الثوري. وهو خطأ، انظر: "شرح صحيح مسلم" ١٤/ ٨٠.
(٥) "مشارق الأنوار" ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>