للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه اقتصر ابن بطال على الزاي (١)، فقال هنا: قال صاحب "الأفعال": مَرَق الشعر والصوف: نَتَفَه، وأمرق الشعر: حان أن ينتتف (٢).

وكذا قال الخطابي: تمزق من المزوق، وهو خروج الشعر من أصله، والياء مفتوحة، ونهي عنه؛ لما فيه من الغش والخداع، ولو رخص في ذلك لكان وسيلة إلى أنواع من الغش والخداع، وإنما توعد على ذلك باللعن من جهة أن هذِه الأمور تغير الخلقة، ويتعاطى فاعلها صنعة الأذى قال: ولعله يدخل في هذا صنعة الكيمياء، فإنه من تعاطاها إنما يَرومُ أن يُلْحِق الصنعة بالخلقة، وكذلك هو في كل مصنوع يتشبه بمطبوع، وهو من باب الفساد عظيم (٣)، قال: ورخص أكثر أهل العلم في التواصل في ذلك؛ لأن أمرها لا يشتبه في إحاطة علم الناس بأنها مستعارة، فلا يظن بها تغيير الخلقة (٤).

فصل:

وقول نافع إثر حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: الوشم في اللثة هو بكسر اللام، ثم مثلثة مخففة، وهو ما حول الأسنان، وأصلها: لثي، والهاء عوضًا من الياء، وجمعها: لثات ولثى، واعترض ابن التين على هذا التفسير فقال: الذي ذكره أبو عبيد وغيره: أن الوشم في اليد، وقال الداودي: هو أن يعمل على لحم الأسنان صفرة وغيرها.

قال ابن التين: وقول أهل اللغة ما تقدم.


(١) "شرح ابن بطال" ٩/ ١٧٤.
(٢) "الأفعال" ص ١٥٢.
(٣) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٦٢ - ٢١٦٣.
(٤) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>