للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثانية بعد العشرين: في إخباره عن حال السفينة لو لم تخرق، والغلام لو لم يقتل دلالة لمذهب أهل الحق أن الله عالم بما كان وبما يكون أن لو كان كيف يكون (١)، ويدل عليه قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: ٢٨]، وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} [الأنعام: ٩] الآية.

الثالثة بعد العشرين: قوله: "غلامًا" يدل عَلَى أنه كان غير بالغ، والغلام: اسم للمولود إلى أن يبلغ (٢)، وزعم قوم أنه كان بالغًا يعمل الفساد، واحتجوا بقوله: {بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: ٧٤]. والقصاص إنما يكون في حق البالغ.

وأجاب الجمهور عن ذَلِكَ بأنا لا نعلم كيف كان شرعهم، فلعله كان يجب عَلَى الصبي في شرعه كما يجب في شرعنا عليهم غرامة المتلفات.

الرابعة بعد العشرين: قوله: {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} [الكهف: ٧٧] قَالَ ابن عباس: هي: أنطاكية. وقال ابن سيرين: (أيلة) (٣)، وهي أبعد


(١) قال الشيخ ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين" ١/ ٧٢: قد يتوهم بعض من
قصُر علمه أن الله سبحانه لا يعلمِ الشيء حتى يقع، وهذا غير صحيح فالله يعلم
الأشياء قبل وقوعها كما قال: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠)} [الحج: ٧٠].
ومن ادّعى أن الله لا يعلم بالشيء إلا بعد وقوعه فإنه مكذب لهذِه الآية وأمثالها من الآيات الدالة على أن الله تعالى قد علم الأشياء قبل وقوعها. اهـ.
(٢) ورد بهامش الأصل ما نصه: في "المطالع": ويقال للرجل المستحلم الفره غلام. انتهى. ومما يدل لما قاله في حديث الإسراء: قال موسى - عليه السلام - حين جاوزه النبي - صلى الله عليه وسلم -. بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ربِّ هذا الغلامُ -يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم -- يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي.
(٣) ورد بهامش الأصل تعليق نصه: في كلام النووي: (الأيلة).