للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وهذا الحديث سلف في الحج) (١)، قال المفسرون في الآية المذكورة معنى {لَا يَسْخَرْ}: لا يطعن بعضهم على بعض، أي: لا يستهزئ قوم بقوم. {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} عند الله، ومن هذا المعنى نهيه - عليه السلام - أن تضحك مما يخرج من الأنفس أي: من الإحداث؛ لأن الله سوى بين خلقه الأنبياء وغيرهم في ذلك، فقال في مريم وعيسى عليهما السلام: {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} [المائدة: ٧٥] كناية عن الغائط، ومن المحال أن يضحك أحد من غيره أو بغيره بما يأتي هو بمثله ولا ينفك منه، وقد حرم الله عرض المؤمن، كما حرم دمه وماله، فلا يحل الهزء ولا السخرية بأحدٍ، وأصل هذا إعجاب المرء بنفسه وازدراء غيره، وكان يقال: من العجب أن ترى لنفسك الفضل على الناس وتمقتهم ولا تمقت نفسك.

وقد روى ثابت، عن أنس - رضي الله عنه -، أنه - عليه السلام - قال: "لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجب، العجب" (٢).

وقال مطرف: لأن أبيت نائمًا وأصبح نادمًا أحب إلى من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا (٣).

وقال خالد الربعي: في الإنجيل مكتوب: المستكبر على أخيه بالدين بمنزلة القاتل.


(١) من (ص ٢).
(٢) رواه البزار كما في "كشف الأستار" (٣٦٣٣)، والبيهقي في "الشعب" ٥/ ٤٥٣ (٧٢٥٥). وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" ٢/ ٩٦٦ (٣٥٣٣): فيه سلام بن أبي الصهباء، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد: حسن الحديث، ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أبي سعيد بسند ضعيف جدًّا.
(٣) رواه أبو نعيم في "الحلية" ٢/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>