للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكره قتادة أن يقال: كعب الأحبار، وسلمان الفارسي، ولكن كعب المسلم وسلمان المسلم.

روى سليمان الشيباني، عن حسان بن المخارق: أن امرأة دخلت على عائشة - رضي الله عنها -، فلما قامت لتخرج أشارت عائشة بيدها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها قصيرة، فقال - عليه السلام -: "اغتبتيها" (١).

وروى موسى بن وردان، عن أبي هريرة، أن رجلاً قام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأوا في قيامه عجزًا فقالوا: يا رسول الله، ما أعجز فلان؟ فقال عليه السلام: "أكلتم أخاكم واغتبتموه" (٢).

قال الطبري: وإنما يكون ذلك غيبة من قائله إذا قاله على وجه الذم والعيب للمقول فيه وهو له كاره، وعن مثل هذا ورد النهى، فأما إذا قاله على وجه التعريف والتمييز له من سائر الناس، كقولهم: يزيد الرشك، وحميد (الأرقط) (٣)، والأحنف بن قيس. والنسبة إلى الأمهات، كإسماعيل بن علية، وابن عائشة، فإن ذلك بعيد من معنى الغيبة (٤). وهو ظاهر إيراد البخاري، حيث استدل بحديث ذي اليدين.

فصل:

اختلف المفسرون في قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: ١١] فروى الأعمش عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: كان أهل


(١) رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" ٣/ ٩٢١ (١٦١٣)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٢٠٦).
(٢) رواه الطبراني في "الأوسط" ١/ ١٤٥ (٤٥٨)، والبيهقي في "الشعب" ٥/ ٣٠٤ (٦٧٣٣) من طريق ابن أبي حميد، عن موسى بن وردان، به.
(٣) وقع في الأصل: الأوقص.
(٤) انظر: "شرح ابن بطال" ٩/ ٢٤٣ - ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>