للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قيل: إنها تفطر الصائم بإحباط أجره.

وقد تأوَّل بعض أهل العلم في حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" (١) أنهما كانا يغتابان، كما سلف. وكذلك قال النخعي: ما أبالي اغتبت رجلاً أو شربت ماء باردًا في رمضان. وعنه - عليه السلام -: "ما صام من ظل يأكل لحوم الناس" (٢) ولعظم وزر الغيبة وكثرة ما تحبط من الأجر كف جماعة من العلماء عن اغتياب جميع الناس، حتَّى لقد روي عن ابن المبارك أنه قال: لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديّ، فإنهما أحق الناس بحسناتي.

وقال رجل لبعض السلف: إنك قلت فيَّ. قال: أنت إذًا أكرم عليَّ من نفسي.

وقيل للحسن البصري: إن فلانًا اغتابك. فبعث إليه طبقًا من (الطبرزد) (٣)، فقال: بلغني أنك أهديت إليَّ حسناتك، فأردت أن أكافئك بها.

والآثار في التشديد فيها كثيرة، وقد جاء حديث شريف في أجر من نصر من اغتيب عنده.

روى عبد الرازق، عن معمر، عن أبان، عن أنس، رفعه: "من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة، وإن لم ينصره أدركه الله به في الدنيا والآخرة" (٤).


(١) سبق تخريجه.
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٢/ ٢٧٣ (٨٨٩٠) من حديث أنس، ورواه بنحوه الطيالسي ٣/ ٥٥٧ (٢٢٢١).
(٣) في (ص ٢): الطرف.
(٤) "جامع معمر" ١١/ ١٧٨ (٢٠٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>