للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخامسة: قوله: "وما أُوتوا مِنَ العِلْمِ" كذا جاء في هذِه الرواية، (وبينه) (١) البخاري بقول الأعمش: هي كذا في قراءتنا، وكذا هو في أكثر نسخ البخاري ومسلم، وذكر مسلم الاختلاف في هذِه اللفظة عن الأعمش فرواه وكيع عَلَى القراءة المشهورة {وَمَا أُوتِيتُمْ} [الإسراء: ٨٥] ورواه عيسى بن يونس عنه (وما أُوتوا) (٢) واختلف المحدثون فيما وقع من ذَلِكَ، فذهب بعضهم إلى إصلاحه عَلَى الصواب؛ لأنه إنما قصد به الاستدلال عَلَى ما سيق (بسببه) (٣) ولا حجة إلا في الثابت في المصحف.

وقال قوم: تترك عَلَى حالها وينبه عليها؛ لأن من البعيد خفاء ذَلِكَ عَلَى المؤلف، ومن نقل عنه وهلم جرا، فلعلها قرئت شاذة. ووهاه القاضي عياض، نعم لا يحتج به في حكم ولا يقرأ به في صلاة.

قَالَ: واختلف أصحاب الأصول فيما نقل آحادًا ومنه القراءة الشاذة كمصحف ابن مسعود وغيره، هل هو حجة أم لا؟ فنفاه الشافعي (٤) وأثبته


= فإذا كان من نفي صفات الروح جاحدًا معطلًا لها، ومن مثلها بما يشاهده من المخلوقات جاهلًا ممثلًا لها بغير شكلها، وهي مع ذلك ثابتة بحقيقة الإثبات، مستحقة لما لها من الصفات: فالخالق -سبحانه وتعالى- أولى أن يكون من نفي صفاته جاحدًا معطلًا، ومن قاسه بخلقه جاهلا به ممثلا، وهو -سبحانه وتعالى- ثابت بحقيقة الإثبات، مستحق لما له من الأسماء والصفات. اهـ.
(١) كذا في الأصل، وفي (ج): ونبه.
(٢) مسلم (٢٧٩٤/ ٣٢ - ٣٣) كتاب: صفة الجنة والنار، باب: سؤال اليهود النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الروح.
(٣) في (ج): له.
(٤) ورد بهامش الأصل ما نصه: نقل الإسنوي احتجاج الثافعي بالقراءة الشاذة، في ثلاثة أماكن من "الأم" وكذا ذكر عن غيره من أساطين مذهبه، وعزى إلى الأمام أنه نقل أن الشافعي لا يحتج بها، فلتراجع من "التمهيد" له. اهـ.