للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث الخامس:

حديث أَنَسٍ - رضي الله عنه -: أَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ -وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ- فَقَالَ: "وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ". قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ: قَوْلُهُ: "سَوْقَا بِالْقَوَارِيرِ".

الشرح:

الشعر والرجز والحداء كسائر الكلام، فما كان فيه ذكر تعظيم الرب ووحدانيته وقدرته وإيثار طاعته وتصغير الدنيا والاستسلام له تعالى، كنحو ما أورده البخاري في الباب فهو حسن مرغب فيه، وهو الذي قال فيه - عليه السلام -: "إن من الشعر حكمة". وما كان منه كذبًا أو فحشًا فهو الذي ذمه الله ورسوله. وقال الشافعي: الشعر كلامه حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيحه (١). قُلْتُ: وهو حديث مرفوع (٢)، وسماع الحُداء ونشيد الأعراب لا بأس به؛ فإن الشارع قد سمعه وأقره ولم ينكره.

وهذا الباب رد على من نهى عن قليل الشعر وكثيره، واعتلوا بحديث جبير بن مطعم - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا افتتح الصلاة يستعيذ من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه (٣)، فسره عمرو بن مرة في رواية. فقال: نفثه: الشعر ونفخه: الكبر وهمزه الموت (٤). أي: الجنون، وبحديث أبي أمامة الباهلي أنه - عليه السلام - قال: لما أنزل إبليس إلى الأرض


(١) "الأم" ٦/ ٢١٢.
(٢) رواه البخاري في "الأدب المفرد" ص ٣٠١ (٨٦٥) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً.
(٣) رواه أبو داود (٧٦٤).
(٤) رواه ابن ماجه (٨٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>