للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثقة (١)، قال البخاري: مات قبل الحسن) (٢).

فصل:

وقوله: (من أبصارهم) (من) هنا؛ لبيان الجنس، وقد جاء في نظر الفجأة الأمر بصرف البصر (٣).

ولا شك في أن غض البصر مأمور به للآيتين المذكورتين في الباب؛ ألا ترى صرف النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجه الفضل عن المرأة، ونهيه - عليه السلام - عن الجلوس على الطرقات إلا أن يغض البصر، وإنما أمر الله بغض الأبصار عما لا يحل؛ لئلا يكون البصر ذريعة إلى الفتنة، فإذا أمنت فالنظر مباح؛ ألا ترى أنه - عليه السلام - حول وجه الفضل حين علم بإدامته النظر إليها أنه أعجبه حسنها، فخشي عليه الشيطان.

وما ذكره في خائنة الأعين: قال ابن عباس: هو الرجل ينظر إلى المرأة، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره. وقد علم الله سبحانه (أن يرده) (٤) لو نظر إلى عورتها (٥)، وقول الزهري صحيح، ومعناه: في غير


(١) سعيد بن أبي الحسن واسمه: يسار الأنصاري مولاهم البصري. روى عن ابن عباس وعلي، وأبي هريرة.
روى عنه: أخوه الحسن البصري، وخالد الحذاء والأعمش. وثقه الأئمة. انظر: "التاريخ الكبير" ٣/ ٤٦٢ (١٥٣٨)، و"الجرح والتعديل" ٤/ ٧٢ (٣٠٦)، "تهذيب الكمال" ١٠/ ٣٨٥ (٢٢٢٥١).
(٢) من (ص ٢).
(٣) يشير المصنف -رحمه الله- إلى ما رواه مسلم (٢١٥٩) كتاب: الآداب، باب: نظر الفجأة، وأبو داود (٢١٤٨) عن جرير - رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفجأة؛ فقال: "اصرف بصرك".
(٤) كذا في الأصل، ولعل الصحيح: أنه يود.
(٥) رواه الطبري ١١/ ٥٠ (٣٠٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>