للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: ١٠١]، وقال أيضًا نبينا - عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام -: "وإذا أردت بقوم فتنة قاقبضني إليك غير مفتون" (١).

وأعلم - عليه السلام - أمته بقوله: "أنا على عهدك ووعدك ما استطعت". أن أحدًا لا يقدر على الإتيان بجميع ما امتن الله عليه، ولا الوفاء بكمال الطاعات، والشكر على النعم، إذ نعمه تعالى كثيرة ولا يحاط بها، ألا ترى قوله: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: ٢٠] فمن يقدر مع هذا أن يؤدي شكر النعم الظاهرة، فكيف الباطنة! لكن قد رفق الله بعباده فلم يكلفهم من ذلك إلا وسعهم، وتجاوز عما فوق ذلك، وكان - عليه السلام - يمتثل هذا المعنى في مبايعته للمؤمنين فيقول: "أنا معكم على السمع والطاعة فيما استطعتم" (٢).

وقال ابن التين: يريد: أنا على ما عهدتك عليه، وأوعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك ما استطعت من ذلك. وقد يكون معناه: إني مقيم على ما عهدت إليَّ من أمرك، ومتمسك بك ومنتجز وعدك في المثوبة والأجر عليه. واشتراطه في ذلك الاستطاعة معناه: الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى، (ثم قال: قاله أبو سليمان -يعني الخطابي) (٣) (٤) -.


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" ١/ ٥٢٧ (١٩٣٢) وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري.
(٢) سيأتي برقم (٧٢٠٢) كتاب: الأحكام، باب: كيف يبايع الإمام الناس، ورواه مسلم برقم (١٨٦٧) كتاب: الإمارة، باب: البيعة على السمع والطاعة فيما استطاع.
(٣) من (ص ٢).
(٤) "أعلام الحديث" ٣/ ٢٢٣٦ - ٢٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>