للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".

وقد سلف غير مرة (١).

وحديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: "اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا". وإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: "الْحَمْدُ لله الذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".

الشرح:

معنى ذكر الله تعالى عند الصباح، ليكون مفتتح الأعمال، وابتداؤها ذكر الله، وكذلك ذكر الله عند النوم ليختم عمله بذكر الله تعالى، فتكتب الحفظة في أول صحيفته عملًا صالحًا وتختمها بمثله، فيرجى له مغفرة ما بين ذلك من ذنوبه.

وروى الطبري من حديث الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ابن آدم، اذكرني من أول النهار ساعة ومن آخره ساعة أكفك ما بينهما" (٢).

وكان الصالحون من السوقة يجعلون أول يومهم وآخره إلى الليل لأمر الآخرة، ووسطه لمعيشة الدنيا، وإنما كانوا يعملون ذلك؛ لترغيبه في الدعاء طرفي النهار.

وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يأمر التجار فيقول: اجعلوا أول نهاركم لآخرتكم، وما سوى ذلك لدنياكم.


(١) سلف قريبًا برقم (٦٣١٢)، باب: ما يقول إذا نام، وبرقم (٦٣١٤)، باب: وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن.
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية" ٨/ ٢١٣ بهذا الإسناد بلفظ "اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>