للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان علي - رضي الله عنه - يقول: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده: اللهم بحولك وقوتك أقوم وأقعد (١). وكان ابن مسعود - رضي الله عنه - يلبي في سجوده، ومعنى: لبيك أجبتك يا رب إلى ما دعوتني إليه إجابة بعد إجابة، وأقمت عندك. وقد سلف من قال به من الفقهاء في الصلاة.

وفيه أيضًا: الدليل الواضح على تكذيب مقالة من زعم أنه لا يستحق اسم الإيمان إلا من كان لا خطيئة له ولا جُرْم؛ لأن أهل الإجرام -زعموا- غير مؤمنين وزعموا أن كبائر الذنوب وصغائرها كبائر، وذلك أن الصديق كان من الصديقين من أهل الإيمان. وقد أمره الشارع أن يقول: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا فاغفر لي".

وفيه: دليل أن الواجب على العبد أن يكون على حذر من ربه في كل أحواله، وإن كان من أهل الاجتهاد في عبادته في أقصى غاية، إذ كان الصديق مع موضعه من الدين لم يسلم مما يحتاج إلى استغفار ربه منه.

فصل:

في حديث عائشة - رضي الله عنها - تسمية الصلاة دعاء ولا يكاد يقع ذلك للقراءة.

قال الأعشى:

تقول بنتي وقد أزمعت مرتحلًا … يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا

عليك مثل الذي صليت فاغتمضي … يوما فإن لجنب المرء مضطجعا

وقيل: إنما قيل للصلاة: دعاء؛ لأنها لا تكون إلا به، والدعاء صلاة سميت باسمه، وقال غيرها: نزلت في القراءة، فإن المشركين كان إذا قرأ - عليه السلام - سبوا القرآن ومن جاء به ومن أنزله، فصار يخفت به فنزلت.


(١) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" ٢/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>