احتج بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - من فضل الغنى على الفقر. ويأتي في الرقاق، وقوله: ("تدركون به من كان قبلكم"). يعني: من كان من أهل الصدقات، وكذا في قوله:"من جاء بعدكم".
وفيه: فضل الذكر على الصدقة، وقوله:"إلا من جاء بمثله". أي: وهو في مثل حالكم من القلة، وقيل: من أهل الغنى، فيكون له فضل غناه، ويساويكم في الذكر. وقال بعض من فضل الغنى: إنما خص بثواب ذلك الفقراء؛ لأنهم الذين خاطبهم الشارع فأخبرهم أنهم إن قالوا ذلك أدركوا من سبقهم وليس كما تأول؛ لأنه قال:"إلا من عمل مثله"، لكنه يفضل عنه بأن يكون مثل حالهم فقراء على ما سلف، وهذا فيه تخصيص للعموم ويفتقر إلى دليل.
فصل:
قد سلف ما في الجدّ، وأن فتح جيمه أشهر في المعنى، وقال الداودي: إنه هنا الشرف.