للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعنى: "لا مكره". أي: إنه يفعل ما يشاء من غير إكراه أحد له على ذلك، فظهر أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء، ويكون على رجاء من الإجابة، ولا يقنط من رحمة الله؛ لأنه يدعو كريمًا، فبذلك تواترت الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

روى شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا أحدكم فلا يقولن: إن شئت أعطني، ولكن ليعظم رغبته؛ فإن الله لا يتعاظم عليه شيء أعطاه" (١). قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني، وإن تقرب منى شبرًا تقربت منه ذراعًا". . الحديث (٢).

وروى أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى" (٣).

(وأخرجه مسلم بلفظ: أنه سمع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ يقول قبل موته بثلاث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى") (٤) (٥).

وقال ابن مسعود: والله الذي لا إله إلا هو ما أُعطي عبد مؤمن قط شيئًا خيرًا من حسن الظن بالله، والله الذي لا إله إلا هو لا يحسن عبد الظن إلا أعطاه الله الذي ظنه؛ وذلك أن الخير في يديه (٦).


(١) رواه مسلم (٢٦٧٩)
(٢) سيأتي برقم (٧٤٠٥) كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} ورواه مسلم (٢٦٧٥). ولفظه في البخاري: "وأنا معه إذا ذكرني".
(٣) رواه عبد بن حميد في "المنتخب" (١٠٣٩)، ورواه أحمد في "مسنده" ٣/ ٣٣٤ من طريق روح عن ابن جريج به.
(٤) من (ص ٢).
(٥) رواه مسلم (٢٨٧٧).
(٦) رواه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>