للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واحتجوا بحديث أبي موسى وابن عمر وأنس - رضي الله عنه - أنه - عليه السلام - كان يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه.

والصواب كما قال الطبري أن يقال: كل هذِه الآثار المروية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متفقة غير مختلفة، والعمل بكل ذلك وجه صحيح فأما الدعاء بالإشارة بالأصبع الواحدة فكما قال ابن عباس: إنه الإخلاص، والدعاء ببسط اليدين، والابتهال رفعهما.

وقد روى عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بظهر كفيه وبباطنهما. ويجوز أن يكون ذلك كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لاختلاف أحوال الدعاء كما قال ابن عباس، وجائز أن يكون إعلامًا منه بسعة الأمر في ذلك، وأن لهم فعل أي ذلك شاءوا في حال دعائه، غير أن أحب الأمر في ذلك أن يكون اختلاف هيئة الداعي على قدر اختلاف حاجته.

وأما الاستعاذة والاستخارة فأحب الهيئات منها هيئة المبتهل؛ لأنها أشد لهيئة المستخير، وقد قال شهر بن حوشب: المسألة ببطن الكف والتعوذ مثل التكبير إذا افتتح الصلاة.

وأما حديث قتادة عن أنس - صلى الله عليه وسلم - أنه - عليه السلام - كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا عند الاستسقاء فكان يرفعهما حتى يرى بياض إبطيه (١)،


= عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس موقوفًا.
ورواه الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٢٠، والبيهقي في "الكبرى" ٢/ ١٢٣ من طريق عبد العزيز بن عبد الله، عن سليمان بن بلال، عن عباس بن عبد الله، عن أخيه إبراهيم، عن ابن عباس مرفوعًا.
(١) سلف برقم (١٠٣١) كتاب: الاستسقاء، باب: رفع الإمام يده في الاستسقاء، ورواه مسلم برقم (٨٩٥) كتاب: صلاة الاستسقاء، باب: رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>