للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودعا له (برابعة وهي المغفرة) (١) وتُرجى له.

فإن قلت: فما معنى دعائه له بطول العمر وقد علم أن الآجال لا يزاد فيها ولا ينقص منها على ما كتب في بطن أمه؟ قيل: معناه - والله أعلم - أن الله تعالى يكتب أجل عبده إن أطاعه واتقاه كذا وإلا كان أقل منه. يوضحه قوله تعالى في قصة نوح حين قال لقومه: {أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (٣) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [نوح: ٣، ٤]. أي قضى به لكم إذا أطعتم، فإن عصيتم لم يؤخركم إلى ذلك الأجل، وكل قد سبق في علمه مقدار آخره على ما يكون من فعله.

قال ابن قتيبة: ومثله ما روي أن الصدقة تدفع القضاء المبرم وأن الدعاء يدفع البلاء. وقد ثبت أنه لا راد لقضاء الله، ومعنى ذلك أن المرء قد يستحق بالذنوب قصاص العقوبة، فإن هو تصدق (دفع) (٢) عن نفسه ما استحق من ذلك، يوضحه قوله: "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب" (٣).

أفلا ترى أن من غضب الله عليه فقد تعرض لعقابه فإذا زال ذلك


(١) في (ص ٢) بالمغفرة.
(٢) في الأصل: (ودفع).
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" ١٩/ ٤٢١، وفي "الأوسط" ١/ ٢٨٩ والقضاعي في "مسند الشهاب" ١/ ٩٤ (١٠٢) عن صدقة، عن الأصبغ، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده.
قال الهيثمي في "المجمع" ٣/ ١١٥: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه صدقة بن عبد الله، وثقه دُحيم وضعفه جماعة.
ورواه البيهقي في "الشعب" ٣/ ٢٤٤.
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٣٧٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>