وعن كريب، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على جويريةَ في مصلاها باكرًا تسبح وتذكر الله، فمضى لحاجته، ورجع إليها بعد ما ارتفع النهار، فقال لها:"ما زلت في مكانك هذا؟ " قالت: نعم، فقال - عليه السلام -: (لقد تكلمت بكلمات لو وزنت بما قلت لرجحت: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، والحمد لله مثل ذلك" (١).
وقال بعضهم: هذِه الفضائل التي جاءت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفر له" وما شاكلها، إنما هي لأهل الشرف في الدين، والكمال والطهارة من الجرائم العظام، ولا يظن أن من فعل هذا، وأصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرماته، أنه يلحق السابقين المطهرين، وينال منزلتهم في ذلك بحكاية أحرف ليس معها تقى ولا إخلاص ولا عمل، ما أظلمه لنفسه من تأول دين الله على هواه!
(١) رواه مسلم برقم (٢٧٢٦) كتاب: الذكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم.